روى البخاري في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "أنَّ الحارِثَ بنَ هِشامٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أحْيانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وهو أشَدُّهُ عَلَيَّ، فيُفْصَمُ عَنِّي وقدْ وعَيْتُ عنْه ما قالَ، وأَحْيانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ المَلَكُ رَجُلًا فيُكَلِّمُنِي فأعِي ما يقولُ."قالت عائشة رضي الله عنها :ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
شرح :
شرح الألفاظ الغريبة:
صلصلة الجرس : صوت الجرس
ليتفصد عرقا : يقطر جبينه عرقا من شدة الوحي عليه
الشرح الميسر :
كان الصَّحابة رَضِيَ الله عنهم يَسألون النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الوَحْيِ ويَتَرَقَّبونَه عند مَجيئِه، ومن ذلك ما جاءَ في هذا الحديثِ: أنَّ الحارِثَ بنَ هِشامٍ رَضِيَ الله عنه: سأل رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، كيف يأتيكَ الوَحْيُ؟ أي: كيف يَنزِل عليك الوَحْيُ من السَّماء؟ والمُرادُ بالوَحْيِ: جِبْريل عليه السَّلام، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: أحيانًا، أي: في بعضِ أوقاتِه، يَأْتِيني مِثْلُ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، أي: مِثْلُ الصَّوت الَّذي يخرُج من الحديدِ عند تَدارُكِ الضَّربِ عليه، و"الجَرَسُ": قِطعةٌ مَعْدِنِيَّة تُصدِر صوتًا عند اهتزازها، وهو أَشَدُّهُ عليَّ، أي: وهذه الصُّورة أشدُّ أنواعِ الوَحْيِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما يأتيه لِثِقَلِها، فَيُفْصَمُ عَنِّي، أي: ينتهي عنِّي من الشِّدَّةِ الَّتي كنتُ أَجِدُها بانتهاء الوَحْيِ، وقد وَعَيْتُ، أي: جمعتُ وحَفِظتُ، عنه، أي: عن الوَحْيِ، ما قال، أي: ما أَوْحى به إليَّ من كلام الله عزَّ وجلَّ، وأحيانًا، أي: وأوقاتًا أُخرى، يَتَمَثَّلُ لي المَلَكُ رَجُلًا، أي: يأتي في صورةِ إنسانٍ؛ فيُكلِّمني، أي: وهو في صورة البَشَرِ؛ فَأَعِي، أَجمعُ وأحفظُ ما يقول، أي: مِمَّا أَوْحى به إليَّ من كلام الله عزَّ وجلَّ.

0 التعليقات: